حرام عليكم حلال علينا

بسم الله الرحمان الرحيم
بعد ان افرغت الادارات الامريكية المتعاقبة القرارات الاممية >ات الصلة
بالقضية الفلسطينية من محتواها واحالت الشرعية الدولية الى مفهوم فضفاض
يبدو ان دور العدالة الدولية قد حان لتتلاعب بها الرغبات السياسية وتصبح
مجرد عبارة تجسدها محاكم الجنائية تنصب حيث شاءت القوى العظمى لغايات
بعيدة عن الانصاف بل اقرب الى الانتقام و التشفى و التحقير للاخر.
وباتي توجيه المحكمة الجنائية الدولية الاتهام الى الرئيس السوداني عمر
حسن البشير في سياق تتداخل فيه عديد العوامل من المواقف السياسية المسبقة
الى عدم نسيان الماضي والى رائحة النفط والرغبة في الهيمنة والسيطرة على
الثروات الطبيعية..
يفاجأ المرء بسرعة بديهة المحكمة الدولية وبالرغبة لدى جانب من الدول
الكبرى فيما تدعيه من صيانة للعدالة الدولية فهذه السابقة في العالم
العربي هي بالتأكيد حلقة أخرى في سياق دروس العالم الغربي المتحضر وذلك
بدءا من المحطمة الدولية ليوغوسلافيا السابقة وانتهاء بدارفور مرورا
ببورندي وكمبوديا وغيرها.
اما قيمة هذه الدروسهي تتمثل بالاساس في جعل شعوب العالم تتناسى التلاعب
بالشرعية الدولية وبالقرارات و بالقوانين الدولية في اكثر من مكان من
العلم فيوم قصفت دبابات شارون مخيم جنين لم يتجرا احد على اتهامه وعندم
ارتكب الخيش الاسرائيلي مجزرتين في قانا اللبنانية كانت العدالة الدولية
تغط في سبات عميق وعندما كان غرفات الرئيس الشرعي المنتخب محاصرا
والدبابات تدك مقر اقامته تناسى الاسرائيليون ودا عموها ان بحاولو ولو
توجيه انتقاد شكلي للحكومة الاسرائيلية .
وقبل ذلك واثناء الحرب في يوغوسلافيا السلبقة سكت الغرب الديمقراطي
والمدافع عن حقوق الانسان عندم قرر ميلوسيفيتش انتهج سياسة تطهير عرقي ضد
مسلمي البوسنة وبعد ان اتم الجيش الصربي المهمة خطرت ببال زعماء الغرب
معاقبة الرئيس الصربي بتهمة ارتكاب جرائم حرب..
ولعل الشعب الامريكي لا يدرك ان جيش بلاده اركب مجازر كبيرة في افغانستان
ذهب ضحيتها عشرات الابرياء ومع ذلك لم تقم الادارة الامريكية حتى بمحاكمة
صورية لجنودها.
فالغرب عندما يتباكى على حقوق الانسان فلغاية في نفس بوش واعوانه سرعان ما
تكشف عنها الايام فالبشير سيعاقب لانه لم يخضع للغرب ويسلمهم نفط دارفور.